ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له خلال سبعة أسابيع، وذلك عقب إعلان البيانات عن زيادة غير متوقعة في أعداد الوظائف خلال شهر يناير، مما أدى إلى تقليل احتمالية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيضات فورية في أسعار الفائدة. حيث ارتفعت الوظائف غير الزراعية بنحو 353 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، متفوقة بذلك على توقعات الخبراء التي تقدر بـ 180 ألف وظيفة. وشهد متوسط الأجر في الساعة زيادة بنسبة 0.6%، مقارنة بارتفاع بنسبة 0.4% في ديسمبر.
وفي هذا السياق، أشار مارك تشاندلر، كبير استراتيجي السوق في Bannockburn Global Forex في نيويورك، إلى أن الأداء تجاوز التوقعات، مما أدى إلى تقليل فرص خفض أسعار الفائدة في مارس، وتخفيض التوقعات بشأن عدد التخفيضات التي قد يقدمها بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا العام.
شهد الدولار تراجعًا في الفترة الأخيرة، وذلك تزامنًا مع انخفاض عوائد سندات الخزانة، حتى بعد التصريحات الصادرة من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء، التي أكد فيها أن خفض سعر الفائدة في شهر مارس غير مرجح.
تمتعت سندات الخزانة بزيادة في الطلب نتيجة للبحث عن الملاذ الآمن، نتيجة لتجديد المخاوف المتعلقة بالصحة المالية للبنوك الإقليمية الأمريكية. وعلى الرغم من ذلك، شهدت هذه المخاوف انحسارًا يوم الجمعة، حيث شهدت أسهم البنوك الإقليمية الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا بعد فترة من التراجع الحاد، مما ساهم في ارتفاع عوائد السندات.
تتلخص التغيرات الأخيرة في عوائد الدولار وسندات الخزانة، إلى حد كبير، في إعادة ترتيب المواقف بعد شهر يناير القوي الذي شهدته العملة الأمريكية وارتفاع عوائد سندات الخزانة خلال تلك الفترة. وفي هذا السياق، أشار تشاندلر إلى أنه بعد التحركات الكبيرة خلال معظم يناير، يمكن وصف الوضع الحالي بأنه شهد بعض التعديلات. وأضاف أنه بعد البيانات التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة، يتوقع رؤية قوة إضافية في الدولار.
سجل مؤشر الدولار 104.04، بلوغًا أعلى مستوى له منذ 12 ديسمبر، حيث انخفض اليورو إلى 1.07810 دولار، وهو أعلى بقليل من أضعف مستوى له منذ 13 ديسمبر. فيما ارتفع الدولار إلى 148.58 ين، واقترب من أعلى مستوى له منذ 28 نوفمبر.
ووفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، يعكس تقييم المتداولين الآن توقعات بنسبة 21% لخفض أسعار الفائدة في مارس، مقارنة بنسبة 38% يوم الخميس السابق، واحتمال بنسبة 75% في شهر مايو، بانخفاض من 94%.
في هذا السياق، انخفض الجنيه الاسترليني إلى 1.2614 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 17 يناير، بينما ارتفعت العملة البريطانية يوم الخميس بعد قرار بنك إنجلترا الاحتفاظ بأسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها في 16 عامًا تقريبًا ومقاومتها لفرضية خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
شهد الدولار الأسترالي تراجعًا إلى أدنى مستوى له في عشرة أسابيع عند 0.65035 دولار أمريكي. أشار جيسون هانتر وماركو كولانوفيتش، محللين في جي بي مورجان، يوم الجمعة، إلى أن الدولار الأسترالي يسعى لتحقيق انعكاس قصير المدى من خلال “الدعم الحرج” الواقع قرب 0.65 دولار. وأوضحوا أنه في حال عدم تمكنه من اختراق المقاومة عند 0.664 دولار إلى 0.6657 دولار وظهور مزيد من الضعف، قد يتجه الدعم للاختبار في المرحلة اللاحقة في نطاق 0.617 دولار إلى 0.6296 دولار.