منصات التداول عبر الإنترنت
أصبح التداول عبر الإنترنت أحد الطرق الشائعة لشراء وبيع الأصول المالية في الوقت الحاضر. توفر هذه الطريقة الراحة والسرعة، كما أنها فعالة من حيث التكلفة، لكن لا مناص من الاعتراف بالمخاطر المرتبطة بها، مثل الاحتيال وتقلبات السوق والرافعة المالية. قبل أن تبدأ رحلتك في عالم التداول عبر الإنترنت، سيتعين عليك إجراء أبحاث شاملة وفهم المخاطر الكامنة لهذا النشاط، وهو أمر جوهري لخوض غمار هذا العالم بسلاسة وأمان. علاوة على ذلك، فإن اختيار وسيط موثوق للتداول عبر الإنترنت وصياغة استراتيجية استثمار احترافية يُعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق النجاح.
يتعين على الوافدين الجدد مراعاة الجوانب التالية عند التفكير في الانضمام إلى منصات تداول الأسهم عبر الإنترنت:
- الامتثال التنظيمي: تأكد أن شركة الوساطة التي اخترتها مُرخصة وخاضعة لرقابة سلطات تنظيمية مرموقة مثل هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة (FCA)، أو هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CYSEC)، أو أي جهة رقابية أخرى في البلد الذي تقيم به. يضمن الامتثال التنظيمي الاستقرار المالي لشركة الوساطة والتزامها بمعايير حماية العملاء.
- واجهة سهلة الاستخدام: اختر منصة يسهل التنقل بين جنباتها وتتميز عمومًا بسلاسة الاستخدام. يساعد ذلك على تبسيط عملية التداول ويُسهل على المتداولين المبتدئين اتخاذ قرارات مدروسة.
- دعم العملاء: من المهم للغاية أن توفر شركة الوساطة فريق لدعم العملاء سريع الاستجابة ويسهُل الوصول إليه في أي وقت للرد على الاستفسارات أو حل المشكلات التي قد تواجهها أثناء التداول.
- مُراجعات من مستخدمين حقيقيين: اِطلع على المراجعات المختلفة للمستخدمين، خصوصُا تلك التي تتناول ميزات المنصة، بدلاً من التركيز على النجاحات الفردية لبعض المتداولين. يوفر هذا النهج نظرة شاملة لبيان مدى رضا المستخدمين والتعرف على القدرات الوظيفية للمنصة.
- الإجراءات الأمنية: تأكد من وجود آليات لتأمين المنصة والحماية من الاحتيال، وهو أمر ضروري لحماية رأسمالك في حال تعرضت شركة الوساطة للإعسار أو واجهت هجمات إلكترونية.
- أمن البيانات: تأكد من قدرة المنصة على تشفير البيانات والاستعانة ببروتوكولات الأمان القياسية لحماية معلوماتك الشخصية من الاختراقات المحتملة.
- تكاليف منخفضة: ابحث عن المنصات التي تفرض عمولات منخفضة أو تُطبق سياسة الرسوم الصفرية لتقليل نفقات التداول التي تدفعها.
- أدوات التحليل: احرص على التأكد من توفر أدوات شاملة لإجراء تحليلاتك، مثل موارد البحث، وخيارات الرسوم البيانية، وتنوع أنواع الأوامر بما يضمن تجربة تداول فعالة.
يُعد توفر أبحاث شاملة أيضًا أحد المعايير بالغة الأهمية التي ينبغي مراعاتها عند اختيار شركة الوساطة. حلِل المراجعات المتاحة عبر الإنترنت، وقارن مختلف المنصات، وتفاعل مع المتداولين ذوي الخبرة لتحديد الخيار الأنسب بالنسبة لك.
ينطوي التداول عبر الإنترنت على فترات استثمار مختلفة – قصيرة المدى (بضعة أسابيع)، ومتوسطة المدى (بضعة أشهر)، وطويلة المدى (سنوات). يعتمد اختيارك للنهج الأمثل على عوامل مثل حجم الأموال المتاحة، ودرجة تحملك للمخاطرة، وأهدافك المالية.
على سبيل المثال، قد يفضل الأفراد الذين لديهم رأس مال محدود، ولكن يتمتعون بشهية أكبر تجاه المخاطرة، اختيار استراتيجيات التداول قصيرة المدى لتحقيق أرباح سريعة. على العكس من ذلك، يفضل المستثمرون الذين لديهم رؤوس أموال كبيرة وشهية أقل تجاه المخاطرة التداول على المدى الطويل بهدف تحقيق نمو تدريجي.
يعمل حساب التداول عبر الإنترنت على تبسيط تجربة الاستثمار في الأوراق المالية. حيث يُقدم:
- القدرة على شراء وبيع الأوراق المالية على المنصات المرخصة.
- رؤى ثاقبة في الوقت الحقيقي حول بيانات الشركة وعروضها.
- إمكانية وضع الأوامر.
- خيارات التداول الفوري.
- الوصول إلى توصيات خبراء السوق.
تتميز عملية فتح حساب تداول عبر الإنترنت بالبساطة، حيث يمكن إنجازها من خلال هاتفك الذكي. لا يحتاج الأمر سوى تقديم الوثائق المطلوبة عبر الإنترنت، وبعدها تتم عملية التحقق بسرعة بحيث يمكنك بدء التداول على الفور. توفر شركات الوساطة أيضًا تطبيقات للجوال والأجهزة المحمولة والتي توفر ميزة الوصول إلى منتجات الاستثمار في الوقت الحقيقي، بجانب الحصول على الدعم بشكل فوري.
توفر حسابات التداول عبر الإنترنت أيضًا طريقة اقتصادية وسهلة للوصول إلى سوق الأسهم. تساعد هذه البساطة ومعقولية التكلفة على جعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الطموحين.
التداول عبر الإنترنت في مقابل التداول التقليدي (بدون اتصال بالإنترنت)
إظهار أقل
المزايا | التداول عبر الإنترنت | التداول التقليدي |
الراحة | تداول من أي مكان في العالم يتوفر به اتصال بشبكة الإنترنت. | تحتاج إلى زيارة مكتب الوسيط أو الاتصال به هاتفيًا لوضع صفقاتك. |
السرعة | وضع وتنفيذ الصفقات بسرعة فائقة. | قد يستغرق وضع وتنفيذ الصفقات وقتًا أطول. |
الشفافية | إمكانية الاطلاع على بيانات السوق والأسعار في الوقت الحقيقي. | قد لا تتوفر بيانات السوق وبث الأسعار في الوقت الحقيقي. |
الرسوم | رسوم أقل من الوسطاء التقليديين. | رسوم أعلى من وسطاء الإنترنت. |
التعليم | يقدم عديد من وسطاء الإنترنت موارد تعليمية. | قلة الموارد التعليمية المتاحة. |
التخصيص | خدمة تفتقر إلى الطابع الشخصي مقارنةً بالوسطاء التقليديين. | خدمة تتسم بالطابع الشخصي بدرجة أكبر من وسطاء الإنترنت. |
التحكم | تحكم أقل في الصفقات مقارنةً بالوسطاء التقليديين. | تحكم أكبر في الصفقات مقارنةً بوسطاء الإنترنت. |
فهم السوق | وصول أقل إلى الأبحاث والتحليلات مقارنةً بالوسطاء التقليديين. | فرصة الوصول إلى الأبحاث والتحليلات بصورة أفضل من وسطاء الإنترنت. |
مزايا التداول عبر الإنترنت
- الراحة: يمكن إجراء التداول عبر الإنترنت من أي مكان في العالم يتوافر فيه اتصال بالإنترنت. يعني ذلك أنه يمكن للمتداول ممارسة العمل من المنزل أو المكتب أو حتى أثناء السفر.
- تكلفة مناسبة: يستطيع المتداولون فتح حسابات وساطة بإيداع صغير، وبالتالي لا يحتاجون سوى لمبلغ مالي بسيط لبدء التداول.
- حرية الاختيار: يتوفر عدد كبير من الوسطاء، لذا يستطيع المتداول أن يختار بأريحية الوسيط الذي يقدم أفضل الأسعار والخدمات التي تُلبي احتياجاته.
- الشفافية: يستطيع المتداولون رؤية بيانات السوق في الوقت الحقيقي ومتابعة صفقاتهم، وهو ما يمنحهم سيطرة أكبر على استثماراتهم.
عيوب التداول عبر الإنترنت
- التذبذب: السوق متقلب للغاية، ما يعني أن الأسعار يمكن أن ترتفع أو تنخفض بسرعة كبيرة. قد يؤدي ذلك إلى أن يخسر المتداولون أموالهم إذا تحرك السوق في اتجاه معاكس لصفقاتهم.
- الاحتيال: هناك عديد من المحتالين في كل مكان، لذا من المهم التدقيق في اختياراتك والتداول فقط مع الوسطاء ذوي السمعة الطيبة.
- التداول العاطفي: من السهل أن تقع في فخ اتخاذ قرارات عاطفية أثناء التداول، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تكبد خسائر فادحة. لذا من المهم الحفاظ على هدوئك واتخاذ قرارات تداول عقلانية.
- الإدمان: قد يوقعك التداول عبر الإنترنت في فخ إدمانه، لذا من المهم وضع حدود واضحة والاقتصار على استخدام الأموال التي يمكنك تحمل تبعات خسارتها فقط.
تذكر أنه لا يوجد ضمان لتحقيق النجاح في عالم التداول عبر الإنترنت. حتى إذا أجريت أبحاثك واتخذت قرارات مدروسة، يظل من الوارد أن تخسر أموالك لأي سبب آخر. لذلك، من المهم أن تستثمر فقط ما يمكنك تحمل تبعات خسارته.
إذا كنت وافدًا جديدًا إلى عالم التداول عبر الإنترنت، فقد تكون فكرة صائبة أن تبدأ بمبلغ صغير من المال وتتعلم القواعد الأساسية قبل استثمار المزيد. هناك عديد من الموارد المتاحة عبر الويب، ويمكن لوسيطك أن يساعدك في تعلم المزيد عن التداول عبر الإنترنت.
بعد استيعاب مفاهيم التداول عبر الإنترنت وسبر أغوارها، يمكنك البدء في تطوير استراتيجية تلبي أهدافك الشخصية. لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع في عالم التداول عبر الإنترنت. فما يصلح لشخص قد لا يصلح بالضرورة لشخص آخر، لذا لا مفر من البحث والتجربة حتى تصل إلى الخيار الأفضل.
هناك مجموعة متنوعة من الأصول المالية المتاحة للتداول عبر الإنترنت، بما في ذلك الأسهم والعملات المشفرة وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، والسندات والسلع.
الأصول المالية
⇒الأصول المالية
– الأسهم:
تُمثل الأسهم حصة في ملكية الشركة المُصدرة لها. أي أنك عندما تشتري الأسهم فإنك تصبح مالكًا لجزء من هذه الشركة. تتأثر قيمة الأسهم بعوامل مختلفة، بما في ذلك أداء الشركة، واتجاهات الصناعة، ومعنويات السوق.
العملات المشفرة
العملات المشفرة هي عملات رقمية تستخدم تقنيات التشفير لتأمين المعاملات. تعتبر البيتكوين والإيثريوم واللايتكوين من بين العملات المشفرة الأكثر شهرة في هذا السوق. تشهد قيم العملات المشفرة تقلبات حادة في كثير من الأحيان، حيث تتأثر بعوامل متعددة مثل التطورات التكنولوجية والتغييرات التنظيمية وتبني هذه الفئة الفريدة من الأصول.
صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)
صناديق ETFs هي عبارة عن سلال من الأسهم أو أصول أخرى يتم تداولها في البورصة مثل الأسهم العادية. توفر هذه الصناديق للمستثمرين فرصة تنويع الاحتكاك بقطاعات اقتصادية أو أسواق مختلفة. يمكن أن تتأثر قيم صناديق ETFs بأداء الأصول الأساسية التي يحتفظ بها الصندوق.
السندات
السندات هي قروض تُصدرها شركة أو حكومة لجمع الأموال. عندما تشتري سندًا، فأنت تُقرض المال إلى الجهة المُصدرة له، والتي توافق بدورها على أن تدفع لك فائدة محددة. يمكن أن تتأثر أسعار السندات بمعدلات الفائدة، والتصنيفات الائتمانية، والظروف الاقتصادية.
السلع
السلع هي المواد الخام مثل النفط والذهب والفضة. يمكنك تداول هذه السلع في بورصات العقود الآجلة. يمكن أن تتأثر أسعار السلع بقوى العرض والطلب، والتغيرات الجيوسياسية، واتجاهات الاقتصاد الكلي.
من المهم أيضًا ملاحظة أن تداول الأصول المالية ينطوي على مخاطر عديدة وقد يؤدي إلى خسارة أموالك، لذا من الضروري إجراء أبحاث وافية وفهم المخاطر التي تنطوي عليها قبل البدء في التداول.
بشكل عام، يعتبر التداول عبر الإنترنت أكثر سهولة وسرعة وأقل تكلفة مقارنةً بالتداول التقليدي للأوراق المالية. كما يقدم تجربة أكثر شفافية وموارد تعليمية ثرية.
فيما يلي بعض المخاطر التي يجب أن تكون على دراية بها:
- التذبذب: يشهد سوق الأسهم تقلبات شديدة، حيث تتذبذب أسعار الأسهم بشكل كبير، وهو ما يعني أنك مُعرض لخسارة أموالك بسرعة. على سبيل المثال، هبط سوق الأسهم في عام 2020 بنسبة 30% تقريبًا من القمة التي سجلها في الربع الأول، إلا أنه تعافى لاحقًا ليسجل قمم قياسية في نهاية العام.
- الاحتيال: هناك عديد من عمليات الاحتيال والأنشطة الاحتيالية المرتبطة بالتداول عبر الإنترنت. كُن حذرًا مع من تستثمر معه أموالك. من بين طرق الاحتيال الشائعة مخططات الضخ والتفريغ، حيث يقوم مجموعة من المحتالين بتضخيم سعر السهم بشكل مُصطنع ثم بيع أسهمهم عند سعر مرتفع محققين بذلك أرباح كبيرة، وكذلك هجمات التصيد الاحتيالي، والتي يحاول فيها المحتالون سرقة معلوماتك الشخصية بهدف الوصول إلى حساباتك عبر الإنترنت.
- نقص المعرفة: يجب أن تكون على دراية بسوق الأوراق المالية ومبادئ التداول قبل بدء رحلتك في عالم الاستثمار، وإلا فمن المحتمل أن تخسر جميع أموالك. هناك عديد من الموارد المتاحة التي ستساعدك على تعلم قواعد الاستثمار، مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت والكتب والمقالات.
- التداول بالرافعة المالية والهامش: قد تؤدي الاستعانة بهذه الأدوات إلى تضخيم أرباحك، ولكن يمكن أن تضاعف أيضًا خسائرك بنفس القدر. الرافعة المالية هي في جوهرها قرض يسمح لك بشراء عدد أكبر من الأسهم التي يمكنك شرائها بأموالك الخاصة. يُشبه التداول بالهامش فكرة الرافعة المالية، ولكنه يسمح لك باقتراض أموال من وسيطك لشراء الأسهم.
- تهديدات الأمن السيبراني: ينطوي التداول عبر الإنترنت على مشاركة المعلومات الشخصية والمالية في الواقع الافتراضي، وهو ما يجعلها عرضة للسرقة من جانب القراصنة ولصوص سرقة الهوية. تأكد من استخدام كلمات مرور قوية وتفعيل خيار المصادقة الثنائية لحماية حساباتك.
- التحيز العاطفي: يمكن أن تؤثر عواطفك على قرارات التداول التي تتخذها. كُن حذرًا، ولا تسمح لأن يدفعك الخوف أو الجشع أو الثقة المفرطة إلى اتخاذ قرارات سيئة. من المهم أن يكون لديك خطة واضحة، وتحرص على الالتزام بها حتى في الأوقات التي يشهد فيها السوق تقلبات قوية.
- غياب التنظيم: هناك عديد من منصات التداول عبر الإنترنت التي لا تخضع لأي رقابة تنظيمية، وهو ما يعني افتقار المستثمرين إلى الحماية الكافية. تأكد من إجراء أبحاث وافية ولا تستثمر أموالك سوى مع الشركات ذات السمعة الطيبة.
التداول عبر الإنترنت يمكن أن يكون ممارسة محفوفة بالمخاطر، ولكنه أيضًا تجربة مُجزية للمستثمرين المنضبطين والمتسلحين بالمعرفة الكافية.
ينبغي على الأفراد المهتمين بالتداول عبر الإنترنت القيام بما يلي للتخفيف من وطأة هذه المخاطر:
- إعطاء الأولوية للتعليم والتعلم المستمر عن كل ما يتعلق بالأسواق المالية.
- ابدأ الاستثمار برأس مال صغير وتجنب الإفراط في استخدام الرافعة المالية حتى تكتسب الخبرة والثقة الكافية.
- اُحصر اختياراتك في منصات التداول المرخصة والتي تتحلى بسمعة طيبة في السوق.
- كُن حذرًا من مخاطر النصب والاحتيال.
- تدرب على إدارة المخاطرة عن طريق وضع أوامر إيقاف الخسارة وأخذ الربح متى اقتضت الضرورة.
- اتخذ قرارات مدروسة بناءً على البحث والتحليل.
العوامل التي ينبغي مراعاتها عند اختيار منتجات الاستثمار:
- مستوى خبرتك كمستثمر. إذا كنت مبتدئًا، فربما من الأفضل أن تبدأ باستثمار مبلغ صغير من المال في أصول مستقرة. وبالتوازي مع اكتسابك لمزيد من الخبرة، يمكن أن تُزيد حجم رأسمالك وتوجيه جزء منه للاستثمار في الأصول ذات المخاطر المرتفعة.
- مقدار الأموال التي تستثمرها. إذا كنت تستثمر مبلغًا صغيرًا من المال، فربما يكون من الأفضل اختيار الاستثمارات التي تتمتع باحتمالات قوية لتحقيق أرباح حتى إذا كان العائد المحتمل أقل من الأصول الأكثر مخاطرة. أما إذا كنت تستثمر مبلغًا كبيرًا من المال، فقد تكون قادرًا على تحمل قدر أكبر من المخاطر في مقابل احتمالات تحقيق عائد أعلى.
- أسلوب التداول الذي تتبعه. إذا كنت مستثمرًا على المدى الطويل، فربما ترغب في الاستثمار في الأصول التي من المرجح أن ترتفع قيمتها بمرور الوقت. أما إذا كنت متداول على المدى القصير، فربما تفضل الاستثمار في الأصول الأكثر تذبذبًا، والتي يمكن شراؤها وبيعها بوتيرة سريعة.
يسمح لك التداول عبر الإنترنت بشراء وبيع الأوراق المالية وأنت مرتاح في منزلك دون الحاجة لخدمات الوسيط. هذه السهولة جعلت الاستثمار في أسواق الأسهم في متناول شرائح واسعة من الأفراد باختلاف مستويات الدخل.
ستحتاج إلى فتح حساب لدى شركة وساطة لبدء رحلتك في عالم التداول عبر الإنترنت. هناك عديد من شركات الوساطة التي يمكنك الاختيار من بينها، لذا من الضروري إجراء مقارنة بين الرسوم والخدمات لدى كل منها قبل فتح حساب. فيما يلي بعض العوامل التي ينبغي مراعاتها عند اختيار شركة وساطة:
- الرسوم: تتقاضى شركات الوساطة رسومًا مقابل الخدمات التي تقدمها لك، لذا من المهم المقارنة بين رسوم الشركات قبل فتح حساب.
- الخدمات: تقدم شركات الوساطة خدمات مختلفة، لذا من الضروري اختيار الشركة التي توفر الخدمات التي تحتاجها على وجه التحديد.
- السمعة: من المهم اختيار شركة وساطة تتمتع بسمعة طيبة في السوق، وهو أمر يمكنك التعرف عليه من خلال قراءة المراجعات المنشورة عبر الإنترنت والتحدث مع مستثمرين آخرين.
بمجرد الانتهاء من فتح الحساب، يمكنك البدء في تداول الأسهم والسندات والأوراق المالية الأخرى. تستطيع أيضًا تداول عملات الفوركس، والعقود الآجلة، والخيارات. إذا كنت وافدًا جديدًا إلى عالم الاستثمار، فقد تكون فكرة صائبة التحدث مع مستشار مالي قبل البدء في التداول عبر الإنترنت.
- أجرِ أبحاثًا وافية قبل البدء في التداول، وهو ما يشمل فهم الأنواع المختلفة للاستثمارات، والمخاطر التي تنطوي عليها، وكذلك الرسوم التي يتقاضاها الوسطاء.
- لا تستثمر سوى الأموال التي يمكنك تحمل تبعات خسارتها، حيث يظل من الوارد دائمًا أن تخسر جميع أموالك في التداول.
- نَوِعْ محفظتك الاستثمارية عن طريق الاستثمار في مجموعة مختلفة من الأصول لتقليل المخاطر المحتملة.
- راقِب استثماراتك بصفة دورية لرصد أي مشاكل قد تحدث في وقت مبكر.
- تحلى بالصبر ولا تحاول أن تضبط توقيت السوق وفق أهوائك، حيث من الصعب للغاية أن تحدد الوقت المثالي للشراء أو البيع.
- لا داعي للذعر إذا انخفض السوق، حيث من المعتاد أن يرتفع أو ينخفض طوال الوقت.
- لا تطارد الخسائر عن طريق محاولة تعويض الأموال التي خسرتها عبر الاستثمار في أصول محفوفة بالمخاطرة.
- اجنِ أرباحك في الوقت المناسب عن طريق بيع استثماراتك بعد أن تحقق أرباحًا كافية.
- ضع خطة عندما تريد بيع استثماراتك لتجنب اتخاذ قرارات عاطفية.
التداول اليومي
التداول اليومي هو أحد استراتيجيات التداول على المدى القصير، والذي ينطوي على شراء وبيع الأوراق المالية في نفس اليوم. يتسم هذا النوع من التداولات بمخاطر مرتفعة إلا أنه قد يكون مربحًا للغاية إذا تم تطبيقه بشكل صحيح. برغم ذلك، من المهم تذكر أن التداول اليومي محفوف بالمخاطر، وهناك احتمال كبير أن تخسر أموالك.
من المهم إعداد استراتيجية مناسبة قبل الانخراط في التداول اليومي. يجب أن تتضمن هذه الاستراتيجية خطة واضحة لرصد الفرص السانحة في السوق، وكيفية دخول الصفقات والخروج منها، وقواعد إدارة المخاطر.
يستخدم المتداول اليومي عادةً التحليل الفني في تحديد فرص التداول في السوق. التحليل الفني هو ببساطة دراسة تحركات الأسعار في الماضي بهدف التنبؤ باتجاهاتها المستقبلية. قد يستخدم المتداول اليومي أيضًا التحليل الأساسي لتقييم التوقعات طويلة المدى المرتبطة بورقة مالية معينة. برغم ذلك، يهتم المتداول اليومي عادةً بتحركات الأسعار على المدى القصير في المقام الأول.
قد يحقق التداول اليومي أرباحًا مجزية، ولكن من المهم تذكر أنه ينطوي أيضًا على مخاطر مرتفعة.
تشمل المخاطر المرتبطة بالتداول اليومي:
- تذبذب السوق: يحاول المتداول اليومي الاستفادة من تحركات الأسعار على المدى القصير. وبرغم أن تذبذبات السوق قد تعمل لصالحه في بعض الأحيان، يمكن أن يشهد السوق تقلبات حادة في الأسعار والتي تؤدي بدورها إلى خسائر غير متوقعة. قد يتأثر السوق بصدور البيانات الاقتصادية، والأحداث الجيوسياسية، وغيرها من العوامل المختلفة، ما يجعل من الضروري أن يبقى المتداول اليومي على اطلاع دائم وأن يكون مستعدًا لأي تحولات مفاجئة في السوق.
- ارتفاع تكاليف المعاملات: يُنفذ المتداولون اليوميون عديد من الصفقات طوال اليوم، وبالتالي يؤدي الشراء والبيع المتكرر إلى ارتفاع تكاليف التداول، مثل العمولات ورسوم شركة الوساطة. هذه التكاليف تستقطع بطبيعة الحال من الأرباح المحققة، وهو ما يزداد أثره بشكل خاص إذا كان المتداول يستهدف تحقيق أرباح صغيرة من كل صفقة. لذا تعتبر إدارة تكاليف المعاملات أمرًا حيويًا بالنسبة للمتداول اليومي حتى يتسنى الحفاظ له على ربحية استراتيجيته بشكل عام.
- الإجهاد وتخصيص الوقت الكافي: يتطلب التداول اليومي انتباهًا مستمرًا لما يجري في السوق واتخاذ قرارات تداول سريعة أحيانًا. لذا يجب أن يخصص المتداول اليومي وقتًا كافيًا لمراقبة تحركات الأسعار والأخبار والمؤشرات الفنية طوال جلسة التداول. هذا المجهود الذي يبذله المتداول قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الإجهاد البدني والإرهاق الذهني، ما يؤثر سلبًا على قدرته على اتخاذ قرارات عقلانية.
- الإفراط في التداول: تُغري طبيعة التداول اليومي سريعة الوتيرة المتداولين على الإفراط في التداول، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى فتح عدد كبير من الصفقات خلال فترة وجيزة. يمكن أن يؤدي الإفراط في التداول إلى اتخاذ قرارات متهورة وغير مدروسة بالقدر الكافي، ما يزيد بالتبعية من احتمالية وقوع الخسائر. لذا يعد اتباع نهج منضبط والالتزام بخطة تداول محددة أمرًا ضروريًا لتجنب الوقوع في فخ الإفراط في التداول.
- الصعوبات السيكولوجية: قد يؤثر التداول اليومي عاطفيًا على المتداول لذا يتعين عليه إدارة عواطفه بشكل فعال. يمكن أن تؤدي مشاعر الخوف من تفويت الفرصة والخوف من الخسارة إلى قرارات متهورة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الثقة المفرطة قد تدفع المتداول إلى مواجهة مخاطر غير ضرورية. بعبارة أخرى، قد يقودك التداول المبني على العاطفة إلى تكبد خسائر فادحة، ما يجعل الانضباط الذاتي والسيطرة على العواطف أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للمتداولين اليوميين.
- الافتقار إلى التنويع: يركز المتداول اليومي بطبيعة الحال على عدد قليل من الأوراق المالية أو فئات الأصول بسبب محدودية الإطار الزمني الذي يعمل عليه. غياب التنويع بالقدر الكافي هنا قد يعرضه لمخاطر تركيز الاستثمارات في حال واجهت مجموعة الأصول التي يستثمر بها تحركات سعرية معاكسة. لذا فإن تنويع محفظة التداول يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثير الخسائر التي تتكبدها ورقة مالية واحدة على مجمل الأداء.
- مخاطر التبييت: ينطوي التداول اليومي على إغلاق جميع المراكز المفتوحة في نهاية يوم التداول، ما يساعد على تجنب الانكشاف على مخاطر السوق المرتبطة بتبييت الصفقات. تظهر هذه النوعية من المخاطر عند وقوع أحداث غير متوقعة خارج ساعات التداول المعتادة، ما يؤدي إلى فجوات كبيرة في الأسعار عندما يفتح السوق في اليوم التالي. يحدث في بعض الأحيان أن يستيقظ المتداول على خسائر كبيرة بسبب وقوع أحداث من هذا القبيل.
لذا يُعد التحري عن هذه النوعية من المخاطر وفهمها بشكل جيد أمرًا ضروريًا إذا كنت تفكر في اتباع نهج التداول اليومي. ينبغي عليك أيضًا تطوير استراتيجية ملائمة لإدارة المخاطر والاقتصار على التداول بالأموال التي يمكنك تحمل تبعات خسارتها.
تداول المركز
المزايا الرئيسية لتداولات المركز
تداول المركز (Position Trading) هو استراتيجية طويلة المدى تنطوي على اتباع نهج صبور في رصد اتجاهات السوق الرئيسية. فيما يلي بعض السمات والخصائص الرئيسية لتداول المركز:
- منظور طويل المدى: يركز متداول المركز على تحديد الاتجاهات القوية والمستدامة بحيث توفر له القدرة على تحقيق أرباح كبيرة بمرور الوقت.
- ركوب اتجاهات السوق: يهدف المتداول إلى الدخول في مراكز عندما يبدأ اتجاه جديد، ثم الخروج عندما تصل الأسعار إلى ذروتها، ما يحقق له الاستفادة من دورة الاتجاه الكاملة.
- التحليل الأساسي: يعتمد متداولو المركز على التحليل الأساسي في اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة تعتمد على عوامل مثل التقارير المالية، وتوقعات الصناعة، واتجاهات الاقتصاد الكلي.
- انخفاض وتيرة التداول: ينطوي تداول المركز على فتح أقل عدد ممكن من الصفقات بهدف الحد من تكاليف المعاملات وتقليل الضغط النفسي المرتبط بالتداول المكثف.
- إدارة المخاطر: يوظف متداول المركز تقنيات محددة لإدارة المخاطر، مثل أوامر إيقاف الخسارة وتحديد حجم الصفقة، بهدف حماية رأس المال.
- استهلاك وقت أقل: يتطلب تداول المركز وقتًا أقل في مراقبة السوق مقارنةً بالتداول اليومي أو التداول السريع (السوينج).
- المرونة السيكولوجية: يحتاج متداول المركز اليومي إلى مرونة نفسية في مواجهة تقلبات السوق حتى يتسنى له تحقيق النجاح ومواصلة الالتزام بأطروحاته الاستثمارية.
- التنويع: يلجأ متداول المركز عادةً إلى تنويع محفظته الاستثمارية بهدف توزيع المخاطر على عدد أكبر من الأصول أو القطاعات الاقتصادية.
ملاحظة: من الضروري تذكر أن تداول المركز لا يخلو من مخاطر عديدة. على سبيل المثال، فإن الاحتفاظ بالصفقات لفترة طويلة يعرض المتداول لمخاطر مثل التحولات الاقتصادية، وديناميات السوق المتغيرة، ووقوع أحداث غير متوقعة يمكن أن تؤثر على سعر الأصل. لذلك، فإن البحث الشامل والفهم الجيد لأساسيات السوق، فضلاً عن النهج المنضبط لإدارة المخاطر، هي جميعها أمور ضرورية لاستخدام نهج تداول المركز بنجاح. باختصار، هذه الاستراتيجية هي الأنسب للمستثمرين الذين يتحلون بالصبر ولديهم أفق استثماري على المدى الطويل، كما أنهم قادرين على تحمل تقلبات السوق دون الاستسلام لإغراء اتخاذ قرارات متهورة.
تداول السوينج
عندما ناقشنا تداول الأسهم للمرة الأولى، ركزنا آنذاك على أنه يعتمد دائمًا على تحليل اتجاهات السوق. يكتسب متداول السوينج ميزة تنافسية من هذه المعلومات عن طريق الاستفادة من تقلبات الأسعار خلال مراحل معينة من حركة السوق، وذلك بهدف تحقيق أقصى قدر ممكن من الأرباح بمجرد اكتساب الاتجاه الزخم الكافي. يعتمد تداول السوينج الناجح على التنبؤ بأداء الاتجاه وتحقيق أرباح من تقلباته.
يحتفظ متداول السوينج بصفقاته عادةً لفترة تتراوح من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، ومن الوارد أيضًا أن يدخل في صفقات عديدة ويخرج منها خلال نفس الاتجاه. وفي هذا السياق، يستخدم المتداول التحليل الفني لتحديد الاتجاهات ونقاط الدخول والخروج، كما يستعين عادةً بأوامر الإيقاف لتأمين أرباحه.
يمكن أن يكون تداول السوينج استراتيجية مُربحة، ولكنه محفوف أيضًا بالمخاطر، لذا يحتاج المتداول إلى تحديد الاتجاهات بشكل دقيق وإدارة المخاطر المصاحبة لها بكفاءة. كما يحتاج أيضًا إلى تقبل فكرة أنه سيتكبد خسارة في بعض الصفقات.
إذا كنت تفكر في تداول السوينج، فمن المهم إجراء بحث شامل وفهم المخاطر التي ينطوي عليها. يتعين عليك أيضًا تطوير خطة تداول تحدد بوضوح الأهداف والاستراتيجيات وقواعد إدارة المخاطرة.
تداول عقود الفروقات: نهج مختلف
بالإضافة إلى استراتيجيات التداول التقليدية التي ذكرناها آنفًا، هناك طريقة تداول شائعة يطلق عليها العقود مقابل الفروقات (CFDs). يوفر تداول عقود الفروقات للمستثمرين طريقة فريدة للمضاربة على حركة أسعار العديد من الأدوات المالية دون الحاجة لامتلاك الأصل الأساسي بشكل فعلي. دعنا نتعمق بشكل أكبر في آليات عمل تداول عقود الفروقات وسماتها الرئيسية:
شرح تداول عقود الفروقات
عقود الفروقات، والتي يُطلق عليها اختصارًا CFD، هي طريقة تتيح للمتداولين تحقيق أرباح من الأسواق الصاعدة والهابطة على حد سواء. فبدلاً من امتلاك الأصل الفعلي، يدخل المتداول في عقد مع الوسيط للمضاربة على اتجاه حركة سعر الأصل الأساسي، مثل الأسهم أو السلع أو العملات أو المؤشرات. فيما يلي تفاصيل العملية:
- اختيار الأصل: على غرار استراتيجيات التداول الأخرى، يختار متداول عقود الفروقات الأداة المالية التي يريد تداولها، بدءً من الأسهم والمؤشرات وحتى السلع والعملات المشفرة.
- فتح مركز: يقرر المتداول ما إذا كان يتوقع أن سعر الأصل سيرتفع (مركز شراء) أو سينخفض (مركز بيع). يشكل هذا القرار أساسًا لعقد الفروقات الذي تبرمه مع وسيطك.
- الرافعة المالية: ينطوي تداول عقود الفروقات عادةً على استخدام الرافعة المالية، والتي تسمح للمتداول بالتحكم في مركز أكبر باستخدام مبلغ صغير من رأسماله. تؤدي الرافعة المالية إلى تضخيم الأرباح، ولكنها أيضًا تُضاعف الخسائر المحتملة، لذا ينبغي التعامل معها بحذر بالغ.
- مراقبة الصفقة: تتغير قيمة مركز عقد الفروقات بالتوازي مع تحركات أسعار الأصل الأساسي. يستطيع المتداول الخروج من المركز في أي وقت بهدف الاستفادة من تقلبات الأسعار.
- إغلاق المركز: ينطوي إغلاق مركز عقود الفروقات على تنفيذ صفقة معاكسة للصفقة الأصلية التي فتحها في بداية العقد. يؤمِن هذا الإجراء الفرق بين سعر الافتتاح وسعر الإغلاق، والذي يحدد بدوره الربح أو الخسارة التي يحققها المتداول.
- إدارة المخاطر: توفر منصات تداول عقود الفروقات أدوات لإدارة المخاطرة مثل أوامر إيقاف الخسارة وأخذ الربح. تساعد هذه الأدوات المتداولين على إغلاق مراكزهم بطريقة آلية عند مستويات محددة سلفًا، سواء بهدف الحد من الخسائر أو تأمين الأرباح.
مزايا ومخاطر تداول عقود الفروقات
برغم أن تداول عقود الفروقات يوفر مزايا عديدة، بما في ذلك القدرة على تحقيق أرباح من ارتفاعات وانخفاضات الأسعار، إلا أنه ينطوي أيضًا على بعض المخاطر الكامنة:
- مخاطر الرفع المالي: يمكن أن تؤدي الرافعة المالية إلى تضخيم الأرباح والخسائر على حد سواء، حيث ينتج عن تحركات السوق الصغيرة تغيرات كبيرة في الحساب.
- مخاطر السوق: يقتفي سعر عقد الفروقات سوق الأصل الأساسي، ما يُعرض المتداول للمخاطر ذات الصلة، مثل التذبذبات والتحولات غير المتوقعة في اتجاهات السعر.
- مخاطر الطرف المقابل: تداول عقود الفروقات هو في جوهره عقد تبرمه مع الوسيط. إذا واجه هذا الوسيط مشاكل مالية، فمن المحتمل ألا يحصل المتداول على الأرباح التي حققها.
- الملكية: لا يمتلك متداول عقد الفروقات الأصل الأساسي، وبالتالي لا يستفيد من حقوق الملكية أو أي مزايا مرتبطة بها.
دمج تداول عقود الفروقات مع الاستراتيجيات الأخرى
تمامًا كما هو الحال مع التداول اليومي وتداول المركز وتداول السوينج، يعتبر تداول عقود الفروقات نهجًا فريدًا يتطلب إجراء بحث شامل وتحليلات دقيقة وإدارة معقولة للمخاطر. ينبغي على المتداولين أن يأخذوا بعين الاعتبار مدى قدرتهم على تحمل المخاطرة، ومستوى معرفتهم وأن يكونوا على وعي بأهدافهم الاستثمارية قبل الانخراط في تداول عقود الفروقات. من المهم التدرب على حساب تجريبي ثم البدء في التداول الحقيقي بأموال يمكنك تحمل تبعات خسارتها.
في الختام، يوفر تداول عقود الفروقات بديلاً ديناميكيًا لاستراتيجيات التداول التقليدية، حيث يسمح للمستثمرين بالمضاربة على الأسعار دون امتلاك الأصول الأساسية.
التجارة الخاطفة (الاسكالبينج):
الاسكالبينج أو التجارة الخاطفة هي استراتيجية تداول على المدى القصير تحاول الاستفادة من تحركات الأسعار الطفيفة التي تخلقها الفروق بين أسعار الشراء والبيع (السبريد). أنت في هذه الحالة تحقق ربحًا من خلال بيع الورقة المالية بسعر أعلى من سعر الشراء.
كيفية التداول عبر الإنترنت
يتطلب الانخراط في التداول عبر الإنترنت إعدادًا دقيقًا وفهمًا شاملاً لخطوات هذا النشاط. فيما يلي شرحًا تفصيليًا للخطوات الموصى بها بالنسبة للمتداولين المبتدئين.
- ابحث عن وسيط عبر الإنترنت: قم بإجراء بحث وافي لاختيار وسيط عبر الإنترنت يتوافق مع احتياجات التداول التي تسعى إليها. ابحث عن الوسطاء الذين يقدمون رسومًا منخفضة، ومنصات سهلة الاستخدام، ودعم شامل للعملاء. قارن بين العروض وشروط الخدمة المقدمة من مختلف الوسطاء لاتخاذ قرار الاختيار بناءً على أسس موضوعية. تأكد أن الوسيط الذي ستختاره يوفر موارد قيمة لدعم ومساندة رحلتك في عالم التداول.
- أنشئ حساب تداول ومَوِله: افتح حساب تداول بعد الانتهاء من اختيار الوسيط. اختر من بين الحساب النقدي، والذي يعتمد على استخدام الأموال الشخصية في التداول، أو حساب هامش، والذي يتيح لك الاقتراض من الوسيط باستخدام الأسهم الموجودة كضمان. وبغض النظر عن نوع الحساب، سيتعين عليك في جميع الأحوال تقديم نسبة معينة من قيمة السهم كضمان.
- حدِد استراتيجية التداول: حدد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من التداول وطوِر استراتيجية ملائمة وفقًا لذلك. قيِمْ مزايا وعيوب الاستراتيجيات المختلفة، مثل التداول اليومي، والتجارة الخاطفة، وتداول السوينج، أو الاستثمار على المدى الطويل. اطلب استشارة من متخصصين، أو استشِر أطراف موثوق بها في مجال التداول لاتخاذ قرارات مستنيرة.
- تدرب مع مُحاكي التداول عبر الإنترنت: استخدم إحدى خدمات محاكاة التداول عبر الإنترنت لاكتساب الخبرة والثقة قبل بدء التداول بأموال حقيقية. تُحاكي هذه الأدوات البيئة الحقيقية لسوق الأوراق المالية، حيث تسمح لك بممارسة شراء وبيع الأسهم دون مواجهة مخاطر الخسارة المالية. يتيح لك استخدام المحاكي أيضًا فهم ديناميات السوق بشكل أفضل، وإجراء التحليل الفني، وإدراك عواقب قرارات التداول المختلفة.
- افتح صفقتك: ابدأ في تنفيذ أولى صفقاتك بمجرد أن تشعر بالراحة تجاه عملية التداول. ابدأ العمل بالحصول على أسعار الأسهم في الوقت الحقيقي من منصة الوسيط، والتي تعرض أسعار الشراء والبيع للأسهم المتاحة. في الخطوة التالية، اختر من بين أوامر السوق أو أوامر الحد بحسب ما يناسب صفقاتك.
- أمر السوق: يُنفذ الصفقة تلقائيًا باستخدام السعر السائد في السوق.
- أمر الحد: يمكنك تحديد سعر معين لتنفيذ صفقة شراء أو بيع السهم. لن تُنفَذ الصفقة إلا إذا وصل السهم إلى سعر أفضل.
- بالنسبة للمبتدئين، يُنصح عمومًا باستخدام أوامر الحد لأنها تساعدهم على التحكم في صفقاتهم بشكل أفضل وتجنب أي خسائر غير ضرورية. علاوة على ذلك، قد تقدم بعض منصات التداول عبر الإنترنت أنواع أوامر إضافية، مثل أوامر إيقاف الخسارة، وأوامر حد الإيقاف، وأوامر الإيقاف المتحرك.
- أمر إيقاف الخسارة: يتم تفعيله عندما ينخفض سعر السهم إلى ما دون “سعر إيقاف” محدد، وبعدها يتحول إلى أمر سوق يُنفذ بالسعر السائد.
- أمر حد الإيقاف: يجمع بين نوعي أمر الإيقاف وأمر الحد. عندما يصل السوق إلى سعر الإيقاف، يتحول إلى أمر حد يجري تنفيذه عند سعر الحد أو سعر أفضل منه. برغم ذلك، لا يوجد ما يضمن أن هذا السيناريو سيتحقق بالفعل، وبالتالي قد لا يُنفذ أمر الحد.
- أمر إيقاف الخسارة المتحرك: يسمح لك بتعيين الحد الأقصى لنسبة الخسارة التي تنوي تحملها في الصفقة. يتم تعديل سعر الإيقاف تلقائيًا إذا تحرك سعر السهم في اتجاه مواتِ. برغم ذلك، فإنه يظل ثابتًا ولا يتزحزح من مكانه إذا تراجع سعر السهم.
سيساعدك إتباع هذه الخطوات والتعرف على أنواع المخاطر المختلفة في بدء رحلتك في عالم التداول عبر الإنترنت وأنت تتحلى بالثقة والقدرة على التحكم في كافة عناصر التجربة. لا تتغافل في أي وقت عن أهمية المواظبة على تثقيف نفسك، وتكييف استراتيجياتك وفق الظروف السائدة، والبقاء على اطلاع دائم باتجاهات السوق لتحسين مهاراتك في التداول بمرور الوقت.
نصائح للمبتدئين في عالم التداول عبر الإنترنت
- ابدأ صغيرًا: لا تستثمر سوى الأموال التي يمكنك تحمل تبعات خسارتها.
- أجرِ أبحاثك: تعرف على الأنواع المختلفة لمنتجات الاستثمار وآليات عمل السوق.
- ضع خطة تداول: حدد أهدافًا واقعية والتزم بخطتك حتى عندما يشهد السوق تقلبات غير متوقعة.
- تجنب الانفعالات العاطفية: ابق هادئًا واتخذ قرارات عقلانية.
- خذ فترات راحة: لا تتداول عندما تشعر بالإرهاق أو التوتر.
خاتمة
يمكن أن يكون التداول عبر الإنترنت طريقة رائعة لكسب الأموال، ولكن من المهم أن تكون على دراية بالمخاطر التي ينطوي عليها. نعتقد أن اتباع النصائح المذكورة في هذا الدليل يمكن أن يُحسِن فرص نجاحك في مجال التداول عبر الإنترنت بشكل ملحوظ.