منذ زمن سحيق، لاتزال السلع الأساسية كالنفط الخام والذهب والفضة تحتل مشهد الصدارة كملاذات آمنة للمستثمرين في أوقات الحروب وعدم اليقين وعدم الاستقرار. يميل المستثمرون إلى الاحتفاظ بهذه السلع كملاذ آمن لتقلبات العملة والتحوط.
منحت الأزمة الروسية الأوكرانية العالقة مرة أخرى هذه السلع الثلاث فرصة للزخم الصاعد وزيارة قمم تاريخية جديدة جديدة لأول مرة، فهى البدائل الاستثمارية الوحيدة الرابحة للمستثمرين.
على سبيل المثال، حافظ النفط الخام على تحركات صاعدة ثابتة لمدة ثلاثة أشهر متتالية حتى الآن، وسجل سعرا جديدا للبرميل عند 107.60 دولار.
أحد الأسباب الهامة التي أدت إلى زيادة ارتفاع أسعار النفط الخام هى العقوبات المفروضة على روسيا اليوم – التي أصبحت المورد الرئيسي للنفط الخام في الشرق والعقبات التي تحول عملية التسليم بسبب الأزمة. من المرجح أن ترتفع أسعار خام غرب تكساس الوسيط أكثر هذا الأسبوع بناء على الخطوة المقترحة لقطع صادرات الطاقة الروسية، والتي تمنح بالفعل المصافي والشاحنين وقفة بشأن الإجراءات.
يقترب سعر النفط الخام بسرعة من المستوى النفسي 110 دولار للبرميل. الثيران ظلت مسيطرة تماماً، قد نتوقع أن يتصرف الدب من هذه المنطقة. وإلا فإن الهدف التالي للنفط الخام قد يكون 120 دولارا إذا استمرت الأزمة. بطبيعة الحال، يشكل الحظر الأخير الذي فرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرحلات الجوية الروسية من استخدام المجال الجوي الأميركي سببا وجيها آخر لأن تصل أسعار النفط الخام إلى 120 دولارا للبرميل في وقت أقرب مما كان متوقعاً، خاصة إذا ثبت فشل محادثات السلام المقترحة.
وبالمثل، كان الذهب يتألق إلى جانب النفط الخام. بدأ الذهب الأسبوع الجديد فى اتجاه صاعد قوي لتصل إلى قمة أخرى جديدة عند مستويات 1973 دولار للأونصة. تم جني الأرباح الضخمة على الذهب منذ أمس، ليصل السعر إلى منطقة مستويات دولار1938 مرة أخرى. يخشى الكثيرون أن يعيد الذهب اختبار 2000 دولار مرة أخرى هذا العام الذي شوهد لأول مرة خلال الموجة الأولى لجائحة كوفيد-19.
يبدو أن الفضة لديها حركة مماثلة مع الذهب. يبدو أن كلا منهما له نفس الاتجاه تقريبا في كل وقت مع حجم الاختلافات. شكلت الفضة الثمينة قمة جديدة لها هذا الأسبوع عند مستويات 25.600 دولار. سعر الفضة حاليا يتداول عند مستويات 25.000 دولار للأونصة. سعر الفضة قد يصل إلى 30.000 دولار هذا العام إذا استمر الوضع الحالي.
أخيرا، قد يميل المستثمر إلى التساؤل: هل تتعرض اسعار هذه السلع للهبوط مجدداً بعد تشكيل قمم جديدة هذا الأسبوع؟ حسنا، أفضل إجابة على هذا السؤال هي نعم ولا. نعم، إذا نجحت محادثات السلام هذا الأسبوع وتوصلت الأزمة الروسية الأوكرانية إلى نهاية مفاجئة مع إزالة جميع العقوبات المفروضة على روسيا على الفور. من ناحية أخرى، قد يكون الرد لا إذا تصاعدت الحالة في الأسابيع المقبلة. السوق في الواقع متقلب جدا في هذه المرحلة، مما يوفر للمستثمرين فرصة ممتازة لتحقيق أرباح سريعة. ويبدو أن السلع الأساسية هي المفضلة لدى المتداولين المضاربين أصحاب مدرسة الربح – السريع.